المضادات الحيوية
تقضي على الصحة
مما لها من آثار سلبية كبيرة على جهاز المناعة داخل جسم الإنسان وبشكل خاص على الأطفال
تفاقمت مؤخرا ظاهرة إلحاح المريــــض (أو والديه إذا كان المريض طـفلا) على الطبيب لوصف المضاد الحيوي، وأحيانا إجباره على ذلك اعتقادا من المريض أنه الدواء السحري الذي سيشفيه بسرعة، بحجة أن الأدوية الأخرى تأخذ وقتها في عملية الشفاء.
ويجهل معظم المرضى مضار المضاد الحيوي عند استخدامه بشكل عشوائي، فهو يؤثر بشكل سلبي وخطير على جهاز المناعة.
هناك أربعة أجيال من المضادات الحيوية ظهرت للقضاء على البكتيريا بأنواعها المتعددة، وسوء استخدام المضاد الحيوي وتكرار استخدامه من دون سؤال المختصين من الأطباء والصيادلة يؤدي إلى تقوية مناعة البكتيريا للمضاد الحيوي ومقاومتها له، مما يؤدى بالتالي إلى عدم استجابة المريض في المستقبل لأي نوع من المضادات الحيوية نهائيا، وبهذا يكون قضى على صحته.
وقد يتطلب هذا من العلماء اكتشاف جيل خامس من المضادات الحيوية.
الحذر ضروري
يجب أن يضع المرضى باعتبارهم أن المضاد الحيوي يوصف لحالات معينة يكتشفها الطبيب عن طريق عمل التحاليل المختلفة والفحوصات اللازمة، وعمل مزرعة لبيان حساسية البكتيريا المصاب بها المريض في حالة وجودها.
ويجب أن يصرف الصيدلي المضادات الحيوية بناء على وصفة طبية معتمدة ومختومة من قبل الطبيب، وهو ما يؤكد عليه القانون الكويتي، وذلك لخطورة استخدام المضاد الحيوي على صحة الإنسان إذا ما استخدم بشكل عشوائي.
فالمريض لا يستطيع أن يشخص حالته بنفسه، وان يميز ما إذا كان مصابا ببكتيريا أو فيروس، ففي هذه الحالة لا ينفع المضاد الحيوي كعلاج، ويكون استخدامه له خاطئا يؤثر في صحته.
وفي أوروبا لا يتم صرف المضاد الحيوي إلا في حالة إصابة المريض بالتهاب شديد قد يؤثر على حياته بتفاقم حالته، فهم يعتمدون في علاجهم على الأدوية المسكنة الخفيفة والخافضة للحرارة ووصف أدوية للاختناق والرشح، بعكس ما يحدث في بلادنا وهو أمر مثير للعجب فكيف يتلاعب الإنسان بصحته ومستقبل أطفاله الذين يجب أن نساعدهم على النمو أصحاء ذهنيا وبدنيا قادرين على تحمل المسؤولية وإكمال المسيرة لبناء هذا الوطن المعطاء